قصـــة خرافية مسليـــة للأطفال ....(( الذئب والقاصية))
صفحة 1 من اصل 1
قصـــة خرافية مسليـــة للأطفال ....(( الذئب والقاصية))
الذئب والقاصية
(يرفع الستار على منظر لقطيع من الغنم يرعى في غابة مخضرة.. والراعي ينشد قربها، واضعاً عصاه على كتفيه).
الراعي: غنمي جذلى.. قربي ترعى.. برضى وأمان.
القطيع (يردد): برضى وأمان.
الراعي: تغدو جوعى.. وتروح شبعى.. شكراً لله.
القطيع: شكراً لله..
الراعي: غنمي مرحى.. هذا رزق من عند الله.
القطيع: من عند الله.
الراعي: عشب أخضر.. كلأ وشجر.. حمداً لله.
القطيع: حمداً لله..
(وشيئاً فشيئاً.. ينأى الراعي عن القطيع، وتتوزّع الغنم في المرعى.. ويجري هذا الحوار).
الأم (لولدها): لمَ لا تلتهم العشب يا صغيري؟
الخروف (وهو يتمطى في كسل): لقد شبعت يا أماه.. ألا ترين؟ فقد امتلأت بطني؟
الأم: احمد الله إذن، وكن من الشاكرين.
الخروف: الحمد لله والشكر لله.
الأم: ولا تنس أن تلعب وتمرح قليلاً، حتى تجوع مرة أخرى لتأكل.
الخروف: العشب كثير ومتى جعت سآكل يا أماه..
الأم: وهل ستبقى هكذا نائماً يا كسول؟!
الخروف: بل أود أن أتجول قليلاً بين أرجاء الغابة.
الأم: (في استغراب) الغابة! إياك والابتعاد عن القطيع يا ولدي.
الخروف: ولمَ يا أماه؟ فقد صرت حملاً وديعاً وسميناً..
الأم: وهذا مبعث خوفي.
الخروف: ومم الخوف إذن؟
الأم: من الذئب.
الخروف: الذئب! صاحب الأنياب الحادة والذيل الطويل؟!
الأم: نعم، إنه هو.. فاحذر أن يراك، أو يحتال عليك.
الخروف: لا تخافي يا أماه.. لن يقدر عليّ.. وسأحترس منه إن شاء الله.
المشهد (2)
(يرى الحمل الوديع وهو يتجول في الغابة بانشراح، وهو يغني)
الخروف: الجو جميل.. والوقت أصيل
والوادي ظليل.. والعشب أسيل
ما أجمل الغاب!
(وفجأة يتوقف عن الغناء، والخوف باد على وجهه، وهو يقول: )
الخروف: يا إلهي! لقد ابتعدت عن القطيع.. أين أمي؟ أين الراعي؟ (ويستمر في الصياح) أمي.. أمي.. أين أنت يا أماه.. ماء.. ماء.. ماء.. (لا يرد عليه أحد، فيزداد خوفه، ويحسّ بالندم).
الخروف: يا ليتني سمعت نصيحة أمي.. يالي من عنيد.. يالي من متكبر.. (وفجأة يسمع خشخشة بين الأدغال، فيصيح في رعب):
الخروف: يا إلهي! من هناك؟
(ومن خلف الشجرة –دون أن يراه الخروف- يبرز الذئب وهو يلعق شفتيه ويقول: )
الذئب: يا للمفاجأة! خروف سمين؟! من أين جاءت هذه الهدية؟! كم أنا محظوظ وسعيد؟!
الخروف: (وهو يرتجف) من أنت؟ ابرز إليّ ولا تخف..
الذئب: (يبرز في هدوء، وهو يسعل) من! حفيدي! ألا تعرفني؟
الخروف: (في حذر) من أنت؟
الذئب: (في احتيال) أنا جدك، جئت من غابة بعيدة، لأزوركم..
الخروف: (في دهشة) جدي؟!
الذئب: نعم جدك أبو أمك.. كيف حالها، وحال أبيك وحالك؟ (يخطو نحوه) تعال.. تعال يا صغيري وعانقني.. فكم أنا مشتاق إليك!
الخروف: (وهو يرجع خطوات إلى الوراء) لكن أمي لم تحدثني عنك قط.. وإنما حدثتني عن الذئب فقط..
الئذب: (في ارتباك) الذئب! وهل تعرفه؟!
الخروف: نعم، قالت لي: إن له أنياباً حادة.. (فيخفي الذئب أنيابه بيده).
الذئب: وماذا أيضاً؟
الخروف: وله ذيل طويل.. (فيخفي الذئب ذيله بيد رجليه).
الذئب: أولم تقل لك أيضاً أنه يحب لحم الخرفان القاصية؟
الخروف: القاصية؟!!
الذئب: نعم، التي تبتعد عن القطيع، مثلك..
الخروف: (في حسرة) نعم قالت لي، ولكن لم أسمع لكلامها..
الذئب: (في تحايل) إذن تعال لأخبئك من الذئب.
الخروف: وأين ستخبئني يا هذا؟!
الذئب: (ماكراً) في معدتي طبعاً، هي أأمن لك من جوف ضبع أو أسد..
الخروف: يالك من ماكر! أنت هو إذن؟! أنت هو..
الذئب: (فيقاطعه شامتاً) طبعاً الذئب، عدوك وعدوّ أمك وأبيك.. وكل عشيرتك..
الخروف: (متوجهاً إلى الجمهور) سيأكلني لا محالة، يا أصدقائي، لكني سأستعمل ذكائي للإفلات منه.. فساعدوني يرحمكم الله.
الذئب: فيم تفكر يا صغيري؟
الخروف: لا شيء.. لا شيء..
الذئب: (في مكر) آه نسيت، في أمك طبعاً، ولكن لا تحزن، أعدك بشرفي، أني سألحقها بك..
الخروف: هذا من عطفك وكرمك.. ولكن..
الذئب: ولكن ماذا؟ هل تحب أن أحضر أباك أيضاً؟
الخروف: لا.. لا.. ولكني أفكر في أسنانك الجميلة سيدي..
الذئب: أسناني! ما بها؟
الخروف: لأنها ستكسرها عظامي الصلبة.. ويلتصق بها جلدي وأصوافي..
الذئب: لا عليك.. لا عليك.. يا عزيزي، فقد ألفت مثل هذه الحفلات..
الخروف: لكن خطرت لي فكرة..
الذئب: ما هي؟!
الخروف: لم لا تفتح فمك الجميل هذا، وأصعد أنا للتل، ثم أنطلق أعدو صوبك.. حتى أدخل إلى معدتك دون عناء..
الذئب: (في انشراح) يالها من فكرة! حقيقة لم أفكر في هذا من قبل.. لما كانت أسناني قوية، أما اليوم –وكما ترى- فقدت معظم أسناني الأمامية..
الخروف: إذن، استعد، وسأصعد إلى التل، وأنا أغني أعذب الألحان، حتى تنفتح شهيتك.
الذئب: (يضحك في تهكم) ياله من مغفل! يريد الغناء، وهو مقدم على الهلاك.. هاها.. هاها..
الخروف: ما بك يا عم؟ هل من مشكل؟
الذئب: لا.. لا تشغل بالك، فأنا، فقط، أمرّن فمي ومعدتي لاستقبالك..
الخروف: حسناً.. فأنا قادم.. (فيعلي، الخروف، صوته عنوة.. حتى يصل إلى الراعي).
الخروف: أنا أسير.. (صوت) هو أسير..
حالي خطير.. (صوت) حاله خطير..
أنفاسي تطير.. (صوت) أنفاسه تطير..
أغثني أغثني يا قدير.. (صوت) أغثه، أغثه يا قدير..
المشهد (3)
(يبرز الراعي على جانب من الخشبة، بعدما يسمع الصوت):
الراعي: هذا صوت خروفي! أين هو؟! سأبحث عنه..
الذئب: (غاضباً) هيا.. ماذا تنتظر؟ لقد ملأ الهواء معدتي.
الخروف: إنني أبري قرني حتى لا يجرحا حلقك.
الذئب: لا تفعل..
الخروف: ولماذا؟
الذئب: لأنني لا أحب أن أترك أثراً لفريستي.
الخروف: ولمَ؟
الذئب: لأني أخشى عصا الراعي الغليظة..
الخروف: هل أنت مستعد؟
الذئب: مستعد.. انطلق..
(فينطلق الخروف بكل قواه، منحدراً صوب الذئب، فينطحه نطحة تُفقده رشده، ثم يصيح طالباً النجدة):
الخروف: النجدة.. النجدة.. أين أنت يا راعينا؟
(فيظهر الراعي بعصاه الغليظة).
الراعي: أنا قادم.. أنا قادم..
الخروف: أسرع واصرع هذا المخادع..
الراعي: حاضر.. حاضر.. أين المجرم؟ أين الماكر؟
الخروف: هوذا واقع.. فأسرع واحذر كيد الماكر..
(فيهوي على الذئب ويقتله، ويعود القطيع وهو يتصايح.. فتعانق الأم ولدها.. لحظتها يتدخل كبش مسن موبخاً الخروف
الكبش: هذا جزاء الغافِلِ ذاك الذي لا يَرعَوي
القطيع: الغافل.. لا يرعوي
الكبش: عش في الجماعة تسلَمِ فالعيش عيش المأمنِ
القطيع: تسلَم... المأمنِ
الكبش: واحذر عقوق الوالد من عقَّ شرّ النادم
القطيع: الوالِدِ.... النادمِ
(ثم يعود الجميع في نشاط وانشراح، وهم ينشدون: )
الخروف: الحمد لله.. نجّاني الله
القطيع: الحمد لله نجّاك الله
الخروف: والخوفُ راح..
القطيع: راح.. راح
الخروف: عاد الفرح...
القطيع: راح.. راح..
(ويخرج الجميع..)
((دلوعةراك))
دلوعةراك- عضو
- عدد المساهمات : 34
تاريخ التسجيل : 29/02/2008
العمر : 29
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى